قصص قصيرة

قصص تجمع بين التجريب و السفر بين المغامرة و الرقة المتفتحة بين الاكتشاف و البحث في المبهم بطلها هلامي فهو تارة انهزامي غارق في السوداوية وهو تارة أخرى اندفاعي يمجد الانتماء و التألق و في كثير من الأحيان يتبدد تاركا مكانه للمكان ثم الزمان..

4/29/2008

الكابوس - سيناريو قصير-

1. المشهد داخلي . شقة / غرفة نوم . صباحا

غرفة نوم مظلمة.

يسمع صوت أنين ، ثم صراخ.

الصوت

النجدة... النجدة.

تنار الغرفة . فينكشف ديكورها البسيط . سرير انفرادي ، خزانة ملابس ثلاثية الأبواب ، مرآة حائطية دائرية الشكل ، خزانة في وسطها تلفاز و جهاز فيديو و بعض الكتب و إطارين صغيرين لصور شيخ و زوجته بملابس عراقية و صورة لصاحب الغرفة ( شاب في الثلاثين ، أبيض البشرة ، بشارب صغير أسود ، حليق الذقن ، مسرح الشعر بملابس صيفية ضاحك القسمات و خلفه موقع أثري في بابل.يظهر الشاب بثياب النوم ، مقتعدا سريره مفزوعا من هول الكابوس الذي عاشه.

الشاب

( متنهدا الصعداء )

الحمد لله.. كان مجد كابوس .

ينظر الشاب إلى المنبه بجانبه على مائدة الليل.

الساعة تشير إلى السابعة إلا ربع.

يتمطط الشاب .. يتتأب ، وهو يقرأ وريد الصبح .. ينهض ، و يخرج من الغرفة.

قطع

2. المشهد داخلي . شقة / الحمام . صباحا

الشاب تحت المرش يأخذ حماما دافئا.

يتوقف المرش من إنزال الماء .

يغادر الشاب الحمام .

تخرج من المرش قطرتين من الماء ، ثم قطرة من دم . ببطء تهوي إلى البلاط و تختلط مع الماء متحللة .

3. المشهد داخلي . شقة / مطبخ . صباحا .

المطبخ صغير بتأثيث بسيط .

يحمل الشاب و قد ارتدى ثيابا شتويا ابرق القهوة ، يملأ فنجانا كبيرا ، يضع الإبريق ، يضيف إلى القهوة ثلاث معالق سكر ، يحمل الفنجان و طبق بسكويت ممتلئ ، و يغادر المطبخ قاصدا غرفة نومه.

4. المشهد داخلي . شقة / غرفة النوم . صباحا

يدخل الشاب الغرفة يضع فنجان القهوة و الطبق فوق الطاولة ، يحمل جهاز التحكم عن بعد ، ويشغل التلفاز . يقتعد السرير متناولا فطوره.

لا شيء يبث في التلفاز ، الشاشة مشوشة ، نقاط بيضاء لا غير .

الشاب مستغربا يغير القنوات . نفس الشاشة تتكرر .

الشاب

( مستغربا )

ماذا يحدث ، هل أغلقت كل القنوات أم ماذا؟

النقاط البيضاء في الشاشة تتخللها بعض النقاط الحمراء.

يوقف الشاب التلفزة ، ويتناول فطوره.

ينظر إلى الساعة .

إنها السابعة و عشرون دقيقة.

الشاب

آه ، لقد تأخرت !

ينهض مسرعا ، يفتح خزانة الملابس ، يتناول معطفا شتويا. يغلق باب الخزانة . يرتدي معطفه ناظرا إلى المرآة. يحمل محفظته المتواجدة فوق الخزانة ، ويخرج.

5. المشهد داخلي . العمارة / رواق .صباحا

إضاءة الرواق خافت.

يخرج الشاب من شقته ، يغلق الباب بالمفتاح ، و ينزل الأدراج.

أثناء النزول تبدأ الإضاءة تقل . لا يسمع إلا صوت وقع قدمي الشاب على البلاط.

فجأة ، يقف الشاب و قد بدأ يتسلل إلى دواخله القلق. ينظر إلى أعلى فلا يرى أحد. ينظر إلى أسفل نفس المشهد يتكرر. يتصنت بتركيز. لا صوت ، إنه السكون المطلق.

الشاب

( مستغربا )

سبحان الله .. كأن العمارة خالية على عروشها !

يعاود النظر إلى ساعة يده.

الساعة السابعة و النصف.

الشاب

ما الأمر ؟ ربما ساعتي عاطلة .. سأنزل و أرى.

يهبط الشاب الأدراج . يقصد مخرج العمارة.

يقف الشاب عند أخر آخر الدرج وقد زاد اضطرابه وقلقه .

الظلام الدامس يحجب الرؤية خارجا .

الشاب

ما الأمر ؟ هذا غي طبيعي !

في حذر ، و بخطى بطيئة يتقدم الشاب نحو باب العمارة الرئيسي. يقف عند الحافة. يطل برأسه نحو الخارج.

الشاب

( باندهاش )

لاشيء ! سبحان الله .. ماذا حل بالمدينة ؟

ببطء و حذر يتقدم خارج العمارة ، ويقف محدقا في استغراب وقلق في ما حوله.

السواد في كل مكان .

الشاب

كأني واقف في فراغ !

يتقدم الشاب خطوات ضاربا الأرض من تحته ليتأكد من وجودها . يسمع صوت وقع قدميه جيدا وصداه يتردد.

الشاب

( بقلق )

ماذا حدث هنا يا إلهي ؟

يتقدم الشاب وهو لا يرى إلا ذاته.

الشاب

( مناديا بصوت مرتفع )

أووووويي.. هل من أحد ؟

يتردد صدى صوت الشاب مبتعدا.

الشاب

هل يسمعني بشر ؟

يتردد الصدى وحده مبتعدا .

يقف الشاب ، و يلتفت. العمارة اختفت .ابتلعها السواد الدامس.

الشاب يقف منفردا يحيط به السواد و الصمت من كل جانب .

الشاب

( وقد اشتد فزعه)

ما الأمر.. ماذا يحدث هنا يا أ الله ؟

يدور الشاب في مكانه مفزوعا وهو يصرخ .

الشاب

هل من أحد.. هل يسمعني إنس أو جان ؟

يدع الشاب محفظته تسقط ، وينطلق راكضا.

بعد برهة يتوقف .

الظلام و الصوت في كل مكان .

فجأة ، يتناهى إلى السمع صوت هدير هائل آت من بعيد .

يصخ الشاب السمع.

الشاب

( قلقا )

ما هذا ؟ كأنه ..كأنه .. موج .. أجل موج !

رويدا ، رويدا يرتفع الهدير مقتربا.

يلتفت الشاب وقد حدد اتجاه الصوت.

الشاب

( قلقا و ممعنا النظر في اتجاه الصوت)

يا إلهي ما هذا ؟

تسقط على جهة الشاب قطرة دم . يتحسس الشاب جبهته بيمناه. ينظر إلى أصابعه وقد تلطخت بالأحمر القاني.

بفزع يعاود تحسس جبهته.

الشاب

( مفزوعا )

دم .. من أين جاء هذا الدم .

يحدق إلى أعلى .. فلا يبصر إلى السواد .

الهدير الهائل يرتفع مقتربا .

فجأة ، تظهر موجة هائلة حمراء قانية مرتفعة أمامه ، مخترقة السواد و مصحوبة بدوي انفجار و رعود.

يقف الشاب في مواجهتها مفزوعا ، مشدوها ، مشلول الحركة.

في لمح البصر تصدمه الموجة و تحمله في طريقها.

قطع

6. المشهد داخلي . شقة / غرفة النوم . ليلا

الغرفة يتسلل إليها نور خافت قمري من النافذة المفتوحة على الخارج.

الشاب يستيقظ من نومه مفزوعا ، يتصبب عرقا .

يمد يده ، ينير المصباح ، يقتعد سريره ، ينكشف الغطاء عن جدعه العاري. يتفقد الغرفة . يحدق في المنبه.

إنها الواحدة ليلا.

يمد يده إلى قنينة الماء المتواجدة بجانب المنبه . يشرب مرتويا .

الشاب

( متنهدا الصعداء )

الحمد لله .. كان مجرد كابوس .

يمد الشاب يده نحو الحائط خلفه ، يضغط على الزر ، ف تشرع مروحية تهوية معلقة في السقف في الدوران.

الشاب

( ماسحا عرق جبهته بساعده الأيمن)

الجو حار هذه الليلة.

من فتحة أنفه اليسرى يسيل رعاف خفيف . يمد الشاب أصبعه و يتحسسه.

الشاب

( متذمرا )

اللعنة ، إني أرعف من جديد !

قطع

7. المشهد داخلي . شقة / الحمام . ليلا

يقف الشاب عند المغسل ، متصفحا أنفه النازف في المرآة.

من علبة الإسعافات المعلقة بجانب المرآة ، يسحب الشاب قنينة دواء سائل وقطعة قطن طبية.

يفتح القنينة و يصب الدواء على القطن . يسد فتحة أنفه بالقطن ، و يتفحص أنفه جيدا في المرآة.

يتأمل وجهه في المرآة وكأنه يكتشفه لأول مرة. يلاحظ الهالة الداكنة المحيطة بعينيه و اصفرار بشرته.

الشاب

( مندهشا )

من يراني يعتقد أني مريض و العياذ بالله !

قطع

8. المشهد داخلي . الشقة / غرفة النوم . ليلا

يستلقي الشاب في سريره . يحدق قليلا في الخارج من خلال النافذة .

السماء صافية ، و القمر بدر. السكون يرافق حركة المروحة .

يمد الشاب يده و يطفأ المصباح.

فجأة ، يعاود الشاب إنارة الغرفة . يقتعد السرير ، يتحسس أنفه ، الرعاف يعاوده من كلتا فتحتي أنفه.

الشاب

( متذمرا )

اللعنة .. الرعاف مرة أخرى !

قطع

9. المشهد داخلي . شقة الشاب . ليلا

يغادر الشاب غرفة نومه متجها بسرعة نحو الحمام و هو يضغط على أنفه.

يدخل الحمام . يقصد المغسل . يفتح علبة الإسعافات . يسحب قنينة الدواء و كيس القطن الطبي.

بينما هو يحضر الدواء بخفة ، تبدأ عينيه بالنزيف.

الشاب

(فزعا)

ما هذا يا إلهي ؟

يحدق الشاب في المرآة .

الشاب

مستحيل .. كيف يحدث هذا ؟

نزيف عينيه يضاف إليه فجأة نزيف من أذنيه.

قنينة الدواء تسقط متدحرجة في المغسل مراقة . فيسارع الشاب بانفعال إلى التقاطها غير أن ألما حادا ، مباغتا في بطنه يجعله يجثم على ركبتيه يتلوى ، ثم يتقيأ دما .

أرضية الحمام تتحول إلى بركة دم .

يصيح الشاب متألما.

ينزف الدم من كل كيانه.

يتمسك الشاب بالمغسل محاولا الوقوف ، غير أن قواه تخونه فيسقط مستلقيا على بطنه .

يشعر الشاب بالاختناق ، يحاول الصراخ ، فلا ينبعث منه غير حشرجة خافتة.

يزحف بصعوبة نحو الباب ، و قبل أن يصل ينهار مغما عليه.

قطع

10. المشهد داخلي . مستشفى / غرفة الإنعاش . ليلا

يفتح الشاب عينيه فزعا ، متصببا عرقا فاغرا فاه .

إنه مسجى في سرير الإنعاش ، في مستشفى ، في بغداد وهي تتعرض لقصف جوي عنيف.

نهاية

15 تعليقات:

في 8:58 ص , Anonymous غير معرف يقول...

أستاذ محمد

تحياتي لك

لقد قرأت هذه القصة

وأعتقد أنها خيالية

فمثلا لو قمت بتصوير هذه القصة وعرضتها على شاشة ليراها النقاد

وجاء شخص وسئلك عن ماذا تحكي القصة

او ماهي رسالتك منها

بمعنى ماهو تفسيرها

وتحياتي لك مرة اخرى

مسلم

 
في 12:58 م , Blogger Mohammed Arbouz يقول...

تحياتي لك .
القصة خيالية طبعا ولعل هذا ما يعكسه بصدق عنوانها.
كنت اتمنى أن أعرف تصوك و استنتاجاتك أخي و رايك في ما يخفيه هذا الكابوس.

 
في 8:18 ص , Anonymous غير معرف يقول...

أستاذ محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أصور هذا السيناريو في فيلم قصير, وسوف أذكر أسمك في الفلم كـ كاتب للفيلم, وأريد منك أن تعطيني موافقة على إن لم يكن لديك مانع.

مسلم الغانمي
مملكة البحرين
muslem.alghanimi@dyncorp-wrm.com

تحياتي لك مرة أخرى

 
في 3:00 ص , Anonymous غير معرف يقول...

انا ايظا اريد الموافقة ، سأقوم بإخراجه ا سأنزله على اليوتوب. لاكن النهاية ما عجبتني سأغير شيئ ما. شكرا على السيناريو

 
في 3:43 م , Blogger Unknown يقول...

السلام عليكم ممكن يا أخي أني أخذ منك الموافقة في اخراج هاذ السيناريو راح يكون حقوق السيناريو محفوظة باسمك وأريد التعامل معك في افلام اخرى
هاذا البريد الخاص بي soltanitadjeddine@gmail.com

 
في 9:30 م , Anonymous غير معرف يقول...

تحياتي .. ارجو مراسلتي على الايميل التالي و لك جزيل الشكر
Work.rahman@gmail.com
لتصوير هذه القصه

 
في 3:56 ص , Blogger Unknown يقول...

بعد إذنك استاذ محمد ممكن أحولها لفيلم قصير مع تحياتي

 
في 3:07 م , Blogger Mohammed Arbouz يقول...

تحية طيبة..
لمن يريد تصوير هذا السينايو أقول على بركة الله .فقط الحفاظ على الملكية الفكرية مع رابط مشاهدة العمل المنجز لابداء الرأي و المتعة أيضا.
بالتوفيق..

 
في 11:04 م , Blogger Unknown يقول...

يمكنناتصوير هذا السيماريو ولك جميع حقوق الملكية وسيتم ذكرك فى التاليف والكتابة فى الفيلم ونريد التواصل معك على الفيس بوك وهذا هو الايميل الخاص بنا shehabmesho89@yahoo.com

 
في 11:04 م , Blogger Unknown يقول...

يمكنناتصوير هذا السيماريو ولك جميع حقوق الملكية وسيتم ذكرك فى التاليف والكتابة فى الفيلم ونريد التواصل معك على الفيس بوك وهذا هو الايميل الخاص بنا shehabmesho89@yahoo.com

 
في 8:10 م , Anonymous RANA يقول...

ازا ممكن تساعدني بعمل سيناريو قصير بسيط للجامعة مع كل الاحترام :)
بتمنى ترد

 
في 2:05 م , Anonymous Maido Moharram يقول...

اريد ان اصورها . اتمني ان لايكون لديك مانع :) :D

 
في 4:02 ص , Blogger Unknown يقول...

لم افهم النهاية ... لماذا انهبتها باهذا الشكل

 
في 8:42 م , Blogger Unknown يقول...

مشاءالله عليك والله اني دخلت جوا مع السيناريو

 
في 11:53 ص , Blogger Unknown يقول...

ممكن تواصل معي salheen1993@gmail.com

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية