قصص قصيرة

قصص تجمع بين التجريب و السفر بين المغامرة و الرقة المتفتحة بين الاكتشاف و البحث في المبهم بطلها هلامي فهو تارة انهزامي غارق في السوداوية وهو تارة أخرى اندفاعي يمجد الانتماء و التألق و في كثير من الأحيان يتبدد تاركا مكانه للمكان ثم الزمان..

8/30/2009

و أخيرا رن الجرس

في غرفتك تحاصرك الجدران الطحلبية المظلمة، وضوء شمعة هرمة حزينة يقرع الطبول لظلك المؤدي على أنغامها رقصة حداد زنجية ترملت في يوم زفافها.
هو وحده يعلم أن المطر الهاطل خارجا، والبرق اللامع، والرعد المجلجل يثيرون في أعماقك حنينا غامضا إلى لوحتك الخالدة إلى ذلك البورتريه المبتسم الألوان، إليه هو الغائب الحاضر دائما.
إليك يا من تركتها في العاصفة بلا دليل، تصارع التيارات العمياء بعويل ذئبة جريحة فقدت جروها.. حتى سريرها وأنت بعيد عنها لم يعد يحتمل جسدها المتعب. زجاج النافذة المكشوف على الخارج وحده القادر الآن على تحسس نبض جبهتها وبريق عينيها المؤرقتين ببرودته القطبية..
كم يستهويها انتحار حبات المطر وسر آخر كلمة وداع..
طق .. طق .. طق .. وعويل ريح ورعد .. طق .. طق .. طق ..
كأنها تغازل الضباب العابر دهاليز الظلمة.. إلا أنه لا يكترث لنداءاتها، ويستمر في هوينته معاكسا أشباحا بمظلات راكضة.. وحدها كاشفات سيارة الأجرة تفضح سترته الباهتة.
- طق .. طق .. طق .. مطر .. مطر .. مطر، وكأس شاي ورشفة لفافة بين شفتاي تنتحر .. مطر .. مطر .. مطر..
إنها لحظة انتشائك، إنها أعذب أوقاتك يا محمد.. فكم كانت تستهويك كؤوس الشاي في أيام المطر. لكن أين أنت الآن .. لم هجرتني بغتة وتركتني سجينة الاكتئاب والحنين إليك ، لم؟
برودة الثلج تتسلل إلى مسام جبهتك، تقنعك بأبعادها قليلا عن الزجاج وقطرات البخار العالقة بشفتيك تطبع قبلات جافة عليه.
أضواء الشارع البعيد تعود إليها الإشراقة، فتزيدها رونقا والمشهد رقة وشاعرية.
- ياه، ليتك معي الآن يا محمد لترى أحب الأشياء إلى قلبك .. ليتك معي الآن يا محمد لتردد في مسمعي بصوتك الحنون الخافت عبارتك الساحرة .. لتقول لي أن لا شيء يشبه ما أرى غيرك يا حبيبتي .. المطر. والضوء الخافت من بعيد .. من بعيد .. وأنا وحيدة مع ظلي البائس..
القرف يخنقك و يخنقك .. تتحسسين أنفاسك محبوسة بين أضلاع صدرك مولولة..
- أريد الانعتاق .. أريد محمد ..
ومحمد على الزجاج تتأملينه بشره، برغبة قاتلة في أن تتشكل الألوان بأبعادها الأربع وتلده لك جسدا من لحم ودم .. جسدا ينبض حياة، دفء، وحبا ..
تلتفتين كلية إلى اللوحة .. تتقدمين نحوها بجنون .. تخلعينها من على الحائط .. تضمينها بكل جوارحك، وقشعريرة ساخنة تتسلق جلدك كله وتفك قيود دمعتين تشردتا فوق خديك وبين شفتيك المبتسمتين بخجل وكأنهما كانتا تدركان أنه سيأتي عليك حين وتتركها وحيدة بحقائبك وجواز سفرك وترحل بعيدا، وتتلاشى كالفقاعات، كلهب عود ثقاب في العتمة .. كم كانت فظا غليظ القلب.
- أين أنت يا محمد .. لم لا تعود؟ لمَ رحلت ولم تأخذني معك؟ هل نسيت أحلامنا؟ هل نسيت وعودك؟ أين أنت يا محمد ؟ اشتقت إليك، إلى حنانك، إلى لمساتك .. إلى مقالبك، إلى خصامك .. اشتقت إليك يا حبيبي.
اللوحة أمامك.. تمعنين النظر في تفاصيلها، في قسماته المشرقة في خطوط نظراته المتلألئة..كم هي باهرة!
لا تتمالكين نفسك، فتطبعين على ثغره قبلة متيمة .. تحتضنينها.. تتقدمين إلى سريرك .. تستلقين على ظهرك .. تأخذين نفسا طويلا، وتتأملينها .. تتأملينها كأنك تلمحينها لأول وآخر مرة.
قطرات من الماء المالح الشهي تبلل مقلتيك ووجنتيك الدافئتين، تتأملينه .. تتأملينه كما تأملته وأنت جالسة تنتظرين السماح لك بمقابلة المدير..
كان جالسا في مكتبه يمازح زميلته في العمل .. الشباب والقوة والوسامة كلها مع بعض ترفرف حوله في اعتزاز وجلال .. شعره الأشقر المصفف تتجاذب أطراف مقدمته نسمات هواء مشاكسة تسللت من النافذة خلفه .. حركاته متزنة وقورة .. عيناه ينبعث منهما سحر لا يصدق .. خلتي أن ما ترينه ما هو غير صنيع حلم خرافي زاحف من قصور ألف ليلة وليلة وأن السندباد حل بنفسه هاهنا في رحلته الأخيرة.
إنه هو، أجل هو، فارسك المغوار.
ها أنت بعد طول بحث ومغامرة دامت ربع قرن تعثرين عليه أخيرا.. كم من أرض قطعت؟ وكم من بحار خرت، وأنت لا تدرين أنه بجوارك يقطن ذاك الشارع الضارب في الزمن.
كيف لم أنتبه إليه من قبل؟ لمَ لم أكتشف جاذبيته؟ كنت عمياء .. أجل طمس بصري البحث عنه في القصور وسيارات المرسيدس و القولف.
صمت رهيب يضغطك، يخنقك، يشعرك بالوحدة والضياع.. تمدين يدك اليمنى إلى زر الشريط.. تضغطينه، إلا أن اللحن العذب المؤنس لا ينبعث. تيار الكهرباء مقطوع كالعادة.
المطر لا يزال ينتحب خارجا. برودة رعناء خفقت تندلق من ثغرات في النافذة محاولة إخماد آخر شعلة مقاومة سئمت طعم الرماد.
لا أفهم لماذا لم تعد تحبل الكلمات في خاطري، ولمَ أنكرت وجهها في الضياع، كما أنكرته أول مرة التقت عيناي بعينيك يا محمد؟ هل مازلت تتذكر ذلك؟ كنت دائما تقول أنك تذكره كما تذكر تاريخ ولادتك.. إن كنت قد نسيته الآن فإني لم أنسه. ولن أنساه أبدا.. لا أنكر أني أول من بدأ بالخطو، و لا أدري كيف تجرأت ومن أين أتيت بتلك الشجاعة.. الآن فقط كل شيء بدأ يتعرى لوحده.. إنه القدر..
استلمت الوظيفة وهم كدر يجثم على صدري.. المدير البليد يزعجني بتبرمه ..لم ينس شتمي له حينما تحرش بي وقت أن كنت أعمل سكرتيرة عنده في إطار برنامج تشغيل الشباب. حسب الحيوان أني رخيصة و شرفي يساوم بوظيفة .. لقنته درسا في الأخلاق .. لطخت وجهه الأبرص بحبر أسود لا يزول.. ألقيت المفاتيح في وجهه.. غادرت العمل بلا رجعة و اليوم أعود إليه بقرار من فوق .. أمضى محضر التنصيب و غصة مرّة تكتم صوته .
الموسيقى تهمي من المسجلة.. المصباح ينير الغرفة ، ينعشها .. المطر يطقطق على الزجاج ، الرعد يعلن وجوده .. تتململين في قلق .. نشيج أبكم يدغدغ وجهك المنشرح الأسارير. فؤادك حجر صوان لا تقوى هاته الدبدبات الموهنة على تلينه .. ألا ترحمها و تضغط زر الجرس؟ الجرس مثلي هجره رنينه.
مضت الأيام ونيئة يدفعها جئير ثور مطعون يثب في داخلي.. وحدها تلك السويعات الجامعة لشتات ذكرياتنا و أحلامنا و رؤيتنا للعالم كانت تتملقني .. و الجلوس بقربك يا محمد أنساني مجي للمكان ، طرد الهم عني ، لم أعد أشعر بلأي يملأ دماغي.. أتتذكر مرحنا رفقة الزملاء بلعبة الحماية حينما كان يغيب النذل، فتقصر ساعات الصيام ،أجل رمضان المبارك كان ضيفا علينا أيامها .. كنت أحميك و كنت تتلطف بمعاقبتي كلما وقعت في يدي وريقة السارق..
الدموع تغلبك.. تتكومين كجنين نائم .. تلثمين البورتريه .. الألحان الرقيقة لرتشارد كليدغمان تضرم اللهب.. تتململين في توتر.. رؤياك تنحصر في مدخل الغرفة .. ترهفين السمع .. قد يتناهى إليه رنين جرس الباب أو صريف كرسي في الصالون .. لا رنين لا صريف ..الأصوات تمارس حضورها الملعون، تحاصرني في هذا البئر المهجور..
آه يا محمد لمَ لا تشعر بتمزقي و قد كنت تتحسسه من بعيد لمَ لا تدق الباب و تضمد جرحي النازف ؟ آه يا محمد أين أنت الآن يا حبيبي ؟ ماذا حدث لك ؟ أراك تنزف دما تسابق الريح و ذراعك تنزف .. أشباح ببنادق محشوشة و رشاشات صدئة تطاردك .. هل أوقعوا بكم في كمائنكم المزيفة؟ الحافلة الفولفو تحترق ، جثث مغموسة في برك حمراء ،خناجر حافية النصل تبرق دما حارا .
تقفين مفزوعة الماء المالح يزحف فوق رأس أنفك يجرجر سوادا لزجا .. البورتريه مبطوح على البلاط البارد ..تتعوذين من الشيطان الرجيم.. تتأملينه بذهول.. ابتسامتك الخرافية لا يمحوها تشقق الزجاج .. دائما تبتسم و تردد الحمد حتى في أعسر الظروف إلا يوم أن قدمت لي القصة الرسالة تلك الطرفة الفريدة .. قلت لي وقد تلبس صوتك بخشونة غريبة :
-هذه قصتي التي حدثتك عنها البارحة، تفضلي واقرئيها ثم أسمعيني رأيك بكل صدق.
أخذتها بيميني .. الزميلات تساءلن عن ما فيها خاصة سعيدة ، كأنها تفطنت لحيلتك ..جمعت فطنتي و كل تركيزي وصوبت نظري على السطور ودهني لما تحت السطور الكلمات تمضي ببطء رهيب .. المعا ني تتكشف كعذراء خجولة و الشوق إلى الخاتمة يخبش بكلب.. كتبت:
- إن أحببت فعلا و أنت الآن تعلمين عني أشياء كثيرة السير معي في سبيل الحياة فلا عليك إلا أن تقولي و بعد أن تُتمّي الخطاب أن ما كتبته ممتاز ثم أعيديه إليّ.. و إن كان العكس فابتسمي و أعيدي الخطاب دون أن تقولي أي كلمة.
أول الأمر لم أصدق عيناي ، حسبت نفسي في حلم.. لا أدري ما الذي حدث لي.. جسدي اجتاحته رعشة رهيبة.. انفعال فظيع شل لساني من جذوره و عبثا حاولت نخزه، كل ما استطعت فعله توشح شفتاي بابتسامة محتشمة مترددة.
احمر وجهك.. لهب مفاجئ استعر في حدقتيك .. أخذت مني القصة الرسالة.. تظاهرت باللامبالاة .. نبرات صوتك اضطربت .. كلماتك تقطعت ..المفاجاة خلخلت أفكارك.. لمحت ذلك في حركاتك المزعجة .. سمعت ارتطام أمنيتك على الصخر .. قطع الزجاج المكسورة حولك مبعثرة أدركها بحاستي الأنثوية ..تألمت لأجلك .. اختفيت في جلدي خرصة.
انتفضت قائما .. غادرت المكتب في لمح البصر.. الوقت استحال إلى حلزون مريض .. الزلابية التي أحضرتها لك بعد أن جاءت مشتركة في برجينا تجمدت في كيسها .. الجدران تنسحب نحوي.. الصمت كبل حلقي و سمعي .. صراخ مكتوم علق في حنجرتي خائر القوى.. الجدران تسحقني تلوكني.
- أين ذهبت يا محمد ؟ لمَ اختفيت ؟ لمَ تركتني وحيدة فريسة للتماسيح ؟
وقفت عند النافدة المفتوحة أرقب الأشجار تلقي بأوراقها رغم البرد .. شردت بعيدا غمغمت بداخلي حتى كلا نفسي.. أصخت السمع للأقدام الرائحة و الغادية خلف باب المدخل ، لكن لم تقبل .. أعترف أني تأسفت على تعجلي في أخد القرار.. لطمت خدي حتى احمر و صرخت غضبى في وجهي .
- يا لك من غبية ، كيف تدفعينه بقسوة و أنت تتمنين حبه ، استكثرته على نفسك.. قلت مستحيل أن يكون هذا لي .. انه لأخرى هذا أكيد .. و اليوم و هو يعترف لك بعشقه تلطمينه بابتسامتك البائسة .. يا لك من غبية مريضة .. لو فقط يعود يا رب اجعله يعود.
وعدت .. الغضب الأحمر استحال إلى رماد .. لم تنظر إلي.. استكثرت علي حتى نظرة رخيصة ..قصدت نور الهدى في مكتبها ربما لتحكي لها إخفاقك الرهيب و هي نفسانية تُمسد الجراح فتبرئها ..سئمت وخز ترددي.. كفرت بخجلي.. استجمعت شجاعتي و قفزت في فيه الأسد.. قصدت مكتبها لكن في الممر عاودني الخجل ، كبلني.. عجزت عن اقتحام خلوتكما.. أسلمت قدماي للإقبال و الإدبار حتى لمحتك أمامي واقفا بصولتك و جناحك المهيض.. الأسف يجلس في حديقتيك و انفعال شديد يلطخ خديك بالحمرة اللذيذة .
أقبلت نحوي و خفقت تفسر شعورك.. قلت أنك صادق في مشاعرك و أنك لست مستهترا تبغي المغامرة والمتعة الحرام .. الارتباك زلزل البلاط من تحتي و أنا أسمعك باهتمام.. تمنيت لو تنشق الأرض فتبلعني .. كل المشاعر تكالبت عليّ، تتقاذفني ثم تصلبني بلا رحمة .. الخــــــــوف و الحشمة يسمراني، و الندم على العجل يكبلني قلت لك :
- هب لي مهلة .
فقلت بعزم و أمل خافت ينبض على شفتيك:
- غدا إنشاء الله أسمع ردك و أعلم موقفك ، لست غريبا لتسألي عني.. حقيقتي كشفتها لك الأيام الخوالي.. فكري جيدا و أعلمي بيقين لا ريب فيه أني لست مازحا..
وافقت بلا تردد.. شيء ما كان يطمئنني .. يخبرني بصدق عشقك.. يبعث الراحة فـي ضميري .. بذرة الحب نمت .. زُرعت بعون الله في تربة الحلال .. صارت الآن نخلة فارعة ، ثمارها طيبة يانعة ..
تمدين يديك .. تحملين البورتري .. تقبلين شقوقه.. تطلبين السماح.. تنهضين بمهل.. تعيدينه إلى مكانه تتأملينه.. تمسحين دموعك برفق .. تتقدمين نحو المسجلة.. تخلعين الشريط.. تفتحين دولاب نضد سرير النوم ..تبحثين عن شريط معين .. تجدينه .. تعيدين تشغيل المسجلة.. ألحان راغب علامة تموسق الغرفة.. ترددين معه :
-" أجمل حاجة يا روحي انك توأم روحي
يا اغلي حاجة في عمري حبك قدري و روحي
أنا و أنت حا نتواعد و لا يمكن نتباعد
ما أنت الحلم الواعد و أنت تاج روحي ".
تنتشين.. تسمقين إلى أثير متناهي الرقة .. محمد يمرر يديه من تحت ذراعيك.. يلفح أهابك ببخاره العبق .. يغرس في أحداقك حلمه الأخضر المورق.. يلثمك بدفء متمدد.. يراقصك في حلقة لولبية فترقصين و ترقصين .. قدماك فوق سحابة ،و قوس فزح يتبدى في عينيك.. يتأوه شهوة تتأوهين شهوة ..
و فجأة تقفين ..الخيط الشفاف ينقطع ..السحابة الهلامية استحالت بلاطا متجمدا ..الموسيقى توقفت إلا من حفيف بعيد ..
رفيف لزج يغتلم في القفل.. الباب يفتح مع صرير خفيف .. ظل مبلل يدلف بتؤدة.. سكينة رخوة تندلق في شرايينك ..القلق يلملم أشياءه .. يحزمها و يخب مغادرا ..ترهفين السمع لوأوأة حذاءين مقبلين تناغي خفقانك .
تلتفتين إلى المدخل في انفعال ..تتقدمين بتلكؤ.. دبلات مشبوبة الأوار تنهش فضولك.. تقفين تحدقين .. ها هو أمامك واقف مغبشا و قد نضا عنه بدلته .. شفته العليا انشمرت على ابتسامة طرية و وشحت قسماته بضياء رقيق.
الفرحة طائر خرافي اختطفك و حملك إلى فراخه الجائعة تنهشك و تحيلك إلى أشلاء متناثرة .لا تتملكين نفسك.. تسرعين إليه.. تلقين بجسدك المنهك بين ذراعيه .. تصهرك .. توسدين صدره .. تحسين ارتجافه.. تسبلين عينيك .. تنهنهين:
- لمَ تأخرت يا محمد ؟ألا ترحمني؟ قلقي عليك سيفتلني يا حبيبي.
تجيبها بلطف و أصابعك تمشط شعرها المتهدج :
- و لمَ القلق يا حياتي ؟ الوقت لم يتأخر. السابعة مساءا لم تدق ساعتها بعد.
- آه يا محمد لن يسكت هذا القلب غير خوفي عليك.
- آسف يا حبيبتي ، لكن ما باليد حيلة ، الحافلة تعطلت و إصلاحها تطلب منا كل هذا الوقت، المهم، ترفع رأسها نحوك بشاهد يمناك ، المهم أني عدت و لم يصبني أي مكروه .
و تطبع على شفتيها قبلة متيمة مبللة ، و تضيف هاتفا:
- أتعلمين أني أتنزى رغبة إلى كأس شاي ساخن بالنعناع فقلت و سعادة سابغة مغتلمة تنسج خريرها حواليك .
- أما أنا فبي حنين إلى وقفتنا أمام النافدة ، ذراعك اليسرى تطوف خصري و حضنك يوسد رأسي نرقب المطر يغسل المدينة في هدوء و سلام، و صوتك الرخيم يُموسق: مطر ...مطر...مطر...و كأس شاي و رشفة لفافة بين شفتاي تنتحر .. مطر ...مطر ...مطر .